آثار مصر في "الزبالة "

 
آثار مصر في “الزبالة ”



|


1:53 م – الأحد ، 20 أكتوبر 2013


|

(
519
)




كتب: أحمد سعد

 قرية  “أنصنا” خرج منه سحرة فرعون .. وولدت  بها  ماريا  القبطية ..ومرت بها  العائلة  المقدسة في رحلتها لمصر
كانت أجمل من روما .. آثارها  سُرقت ونُهبت .. وأهلها يؤكدون ” تلك الآثار بتاعة كفار ويجوز سرقتها “

أنصنا ” اسم  يجهله  الكثيرون والمتخصصون في  الآثار  والسياحة،  رغم
أنها  تحمل  تاريخاَ أثرياً يعود  لعصور  مهمة  فمن تلك البلد القديمة
المتواجدة بشرق البحر بمركز ملوى بالمنيا،  جاء سحرة فرعون  الذين استعان
بهم الفرعون  لمجابهة  معجزة  موسى…  كما  مرت  العائلة المقدسة  بها 
وشربت  من بئر  السحابة  وفي هذه القرية  ولدت  ماريا القبطية  زوجة الرسول
صلى  الله  عليه  وسلم كما  كانت  تلك القرية  أقوى  اقتصاديا  من  روما
في  العصر  الروماني  ورغم  إنشاء  العديد  من  الآثار  بها  إلى  أن 
مصيرها  كان  السرقة و الإهمال  والاندثار  لجهل أهل  القرية  الذين
يعتبرون تلك  الآثار بقايا  الكفار فكانت  النتيجة إلقاء تلك  الحقبة
التاريخية  المتمثلة في آثار أنصنا في  الزبالة ..  ووزارة الآثار والسياحة
لا  ترى  ولا  تسمع  ولا  تتحرك  
“البوابة  نيوز ” تكشف  في  هذا التحقيق  بالصور  مصير آثار  مصر في أنصنا.
 
خاضت
البوابة نيوز تلك المخاطرة في الصحراء حيث بدأت الرحلة بالتوجه إلى قرية
الشيخ عبادة المطلة على تلك الأرض الغنية بالآثار، بلد تطل على النيل الجهل
والفقر هم الحاكمان الرئيسيان  لتلك القرية، أهلها لا يقدرون  قيمة  نلك 
الأعمدة  الشامخة  أمام شرفة منازلهم البالية، توجهنا الى منطقة ” كوم
الشهداء ” بجانب دي أبو حنس منعنا من التصوير والتجول في المكان، وأكد لنا
 هلال-  هذا  اسمه  الذي  صرح به وهو المسئول عن المنطقة أن الوزارة منعت
دخول أي شخص للمنطقة من الصحفيين إلا بتصريح منهم شخصياً. مشيراً إلى  أن
تقاعس دور الوزارة هو الذي اضطرهم  لاتخاذ مثل تلك الإجراءات لعدم كشف ما
حدث من سرقة التهمت آثار المكان بالكامل.
 لم
نرض بالأمر الواقع وسلكنا طريق الصحراء بصحبة طفل صغير من أطفال المدينة
على دراية تامه بطريق الجبال هناك وبمقابل مادى صغير وافق على مرافقتنا
وبدأت رحلتنا بالسير على الأقدام مسافه لا تقل عن 9 كيلو بين الجبال وبقايا
البيوت والأديرة المتهدمة وأكوام الفخار المتناثر والعظام والجماجم في
حالة  ذهول.
بدأنا
بكوم الشهداء من الخلف حيث كانت الأديرة  القديمة التي يرجع تاريخها إلى
1600 عام حين كان الرومان  يضطهدون المسيحيين فاضطر وقتها الرهبان لبناء
الكنائس والأديرة تحت الأرض للتخفي من الجنود الرومان وعن طريق الجواسيس
الرومانية تم معرفة أماكنهم وتم قتلهم وإبادتهم تحت الأرض بالكامل ودفنت
جثثهم، وجدنا تلك العظام ملقاه فوق الأرض والجماجم بصورة لا تمت للإنسانية
بصلة، وحينما سألنا المرافق عن سبب خروج تلك العظام أكد لنا أن الأشخاص
المتواجدين بالمدينة الذين قاموا بنهبها عن طريق الحفر أخرجوا تلك العظام
والجثث وألقوها بالخارج ليكملوا حفرهم لإخراج الآثار، كل ذلك غياب وتجاهل
 كامل من وزارة الآثار.
 في
رحلتنا صادفنا أحد الشباب يقوم بتصفية وفصل الرمال عن قطع الفخار
المتواجدة بكثرة على الارض وأخبرنا المرافق أنه يبحث عن آثار صغيره قد تكون
متبقية في المكان حين سألنا هذا الشخص عن ذاك الفخار المتواجد أجاب بكل
ثقة ” ده بتاعة الكفار يا بيه كانوا بيعملوه ” تلك العبارة  كانت انعكاساً
لثقافة بلد كاملة تؤكد أن تلك الآثار وما يتبعها كانت ملكاً للكفار ويحل
لهم امتلاكها.
 ” أنطونوبوليس “.. بين الحاضر والماضي
 ذاك
الاسم هو الاسم الروماني القديم لتلك الصحراء التي كانت أجمل من روما في
عهد قيصر الرومان فقد أكدت كتب التاريخ على أن هذا القيصر كان يزور الأقصر
كل عام مرتين وكان يرافقه أنطونيوس صديق عمره وفى إحدى الرحلات غرق هذا
الصديق وقام القيصر بعمل جنازة عظيمة ودفنه في تلك البلدة وأسماها ” أنطونو
بوليس ” إكراما لصديقه وأقسم إكراماً له أن يجعل منها بلداً تجارياً
 وحضارياً أقوى وأجمل من روما وقام بإعادة تهيئتها وأدخل فيها صناعة
الماغنيسيوم والزجاج والفخار وأصبحت أقوى من روما.
 في 
رحلتي لم  أجد من كل هذا سوى بقايا من عمدان لا أعلم إن كانت معبداً أو
قصراً أو ميداناً،  فمعالمها  لا تدل على حقيقتها بل والذي أدهشني ان السوق
العظيم الذى بناه هذا القيصر ليضاهي سوق روما أصبح رمالاً صفراء تكسوها
بقايا الفخار البالية أما  كل ما فيه فقد  سرق منذ أكثر من عام.
 
سحرة فرعون ومعبد رمسيس الثاني
 رمسيس
الثاني أقوى الرعامسة التي حكمت مصر وأقوى ملوكها والذي يرجح التاريخ
وبقوه أنه هو من كان فرعون سيدنا موسى وجميعنا يعلم بقصة السحرة الذين أتى
بهم هذا الفرعون ليضاهي بهم النبي موسى كما قص القران والكتاب المقدس، فمن
تلك الأرض البالية والصحراء التي  افتقرت أي نوع من أنواع الحياه علمنا أن
سحرة فرعون جرجوا من  هذه  الأرض، فقد  اشتهرت  تلك البلد في عصر الفراعنة
بقوتها في السحر فقد بنى رمسيس الثاني معبداً لم نجد منه سوى بعض الأعمدة
الملقاة في الصحراء والبعض الآخر الملقى في الزبالة وهكذا احتضنت تلك
البلدة الحقبة الفرعونية ، التي كانت تشتهر فيها بالتجارة على جميع مستويات
أرض مصر وقد ضمت الشاهدين الأقوى على حقبة النبي موسى.
 
جدران ذهبت بأسرارها
وأثناء
جولتنا في تلك الصحراء وجدنا الكثير من الأبنية المتهدمة التي فقدت جميع
ملامحها وعلمنا من بعض الأثريين أن تلك المنطقة كانت تضم حوالى 20 ديراً
بنى تحت الأرض أشهرهم دير ديك والهوى، كل تلك الأديرة تمت سرقتها وتحطيمها
من أهل القرية والقرى المجاورة وكل من يبحث عن الآثار ولم نجد سوى بقايا
لبعض الجدران التي  تحمل  الكثير من أسرار الاضطهاد الروماني القبطي والتي
كانت الشاهد الوحيد على تلك المعلومات من قتل الشهداء والتاريخ الدموي
المعروف لدى الرومان.
 
هنا كانت ماريا القبطية واستراحة العائلة المقدسة
 هنا في  الصحراء  والمدينة الكبيرة استراحت  العائلة المقدسة وهي  في  طريقها إلى  مصر حيث شربت من بئر  ”
السحابة ” ذلك البئر وسمى بهذا الاسم لأن السحابة ظللته لتشرب منه العائلة
المقدسة وتوالت العصور إلى أن أتى الصحابي الجليل ” عبادة بن  الصامت  ”
وعاش في تلك البلد واهتم بالبئر وسُمى بعد ذلك ببئر الصحابة نسبة لصحابه
رسول الله وتحول اسم البلدة من بعد ذلك إلى ” الشيخ عبادة ” وهى إحدى القرى
الثلاث التي كانت جميعها في القدم  تحمل اسم بلدة واحدة بعنوان ” أنصنا “.
وبعد
أن شربت العائلة  من البئر أكملت رحلة هروبها من  ظلم حاكم أورشليم  وظل
هذا البئر شاهداً على تلك الحقبة يتبرك بع  الزائرون  الذين يأتون خصيصاً
كل جمعة والذى كان  مصيره الإهمال لينضم  لقائمة المتوفين بين المقابر مع
عدم  اهتمام من الدولة لإحياء رحلة  العائلة المقدسة والأماكن  التي شرفت
بها ، كما كانت السيدة ماريا القبطية زوجة سيدنا محمد وأم ابنه إبراهيم كما
كانت اختها سيرين زوجة حسان ابن ثابت من سكان تلك البلدة العريقة وقد
أخذهم ملك مصر كجوار في القصر الملكي ومن ثم أهداهم للرسول وتزوج منها
النبي  بعد دخولها للإسلام وللأسف لم نعثر على بيتهما فقد تهدم مع باقي
المدينة.
هكذا
رأينا التجاهل التام لمدينة جمعت كل الحقب التاريخية والدينية المهمة هكذا
تعاملت وزارة الاثار المصرية مع بلد زوجة الرسول وبلد استراحت بها العائلة
المقدسة كما كانت أقوى اقتصاداً من روما في أحد العصور.  كل  ذلك  أصبح
سراباً  ولا يعلو القرية سوى  الرمال والفخار المتناثر بكثرة فإلى متى ستظل
حكومتنا تعبث بمقدسات وآثار بلد كانت من أقدم البلدان في تاريخ العالم
أجمع؟. سؤال ينتظر  الإجابة  والتحرك  قبل  أن  ينهب  كل  تراثنا  ونراه 
مثل لآثار أنصنا في  الزبالة

خصومات تصل الى 40 %... قد توجد اخطاء ..اتصل بالمبيعات